لمحة عن الكتاب

لمحة عن رواية “سن الرشد” لجان بول سارتر 

تُعدّ رواية “سن الرشد” (L’Âge de raison) للكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الجزء الأول من ثلاثية “دروب الحرية” (Les Chemins de la Liberté)، وهي من أهم الأعمال الأدبية التي تجسد الفلسفة الوجودية. نُشرت الرواية عام 1945، وتدور أحداثها في فرنسا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في عام 1938.

موضوع الرواية:

تتناول الرواية موضوع الحرية والاختيار والمسؤولية، وهي مفاهيم أساسية في الفلسفة الوجودية لسارتر. يركز سارتر على فكرة أن الإنسان “محكوم عليه بالحرية”، أي أنه مسؤول بشكل كامل عن اختياراته وأفعاله، ولا يمكنه التهرب من هذه المسؤولية.

الشخصيات الرئيسية:

• ماتيو: الشخصية الرئيسية في الرواية، أستاذ فلسفة يعيش أزمة وجودية، حيث يشعر بصعوبة اتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليتها. يمثل ماتيو الإنسان الحديث الذي يبحث عن معنى لوجوده في عالم يبدو عبثيًا.
• إيفيش: حبيبة ماتيو، امرأة شابة تعاني من مشاكل نفسية وعاطفية، وتعتمد على ماتيو بشكل كبير.
• دانيال: صديق ماتيو، شخصية معقدة وغريبة الأطوار، يمثل الجانب المظلم من الوجود الإنساني.

ملخص الأحداث:

تدور أحداث الرواية حول محاولة ماتيو تدبير مبلغ من المال لإجهاض إيفيش، التي تحمل منه. يعكس هذا الحدث الصراع الداخلي الذي يعيشه ماتيو بين رغبته في الحرية وعدم الارتباط بأي مسؤولية، وبين شعوره بالالتزام تجاه إيفيش. تتشابك الأحداث مع علاقات ماتيو بأصدقائه وعائلته، وتكشف عن جوانب مختلفة من شخصيته وصراعاته الداخلية.

الأفكار الرئيسية:

• الحرية والمسؤولية: تُعدّ فكرة الحرية والمسؤولية حجر الزاوية في الرواية، حيث يُظهر سارتر كيف أن الإنسان مسؤول بشكل كامل عن اختياراته، حتى عن عدم الاختيار.
• الوجودية: تُجسّد الرواية المبادئ الأساسية للفلسفة الوجودية، مثل القلق والعبث والحرية والاختيار.
• العلاقات الإنسانية: تُسلّط الرواية الضوء على تعقيدات العلاقات الإنسانية وصعوبة التواصل والتفاهم بين الأفراد.

أهمية الرواية:

تُعتبر “سن الرشد” من أهم الروايات الوجودية في الأدب الفرنسي، حيث استطاع سارتر من خلالها تقديم فلسفته الوجودية بأسلوب روائي شيق ومؤثر. تُساعد الرواية القارئ على فهم أعمق لطبيعة الوجود الإنساني وصراعاته الداخلية.