لمحة عن الكتاب

كتاب “الكوميديا الإلهية” (بالإيطالية: La Divina Commedia) هو قصيدة ملحمية كتبها الشاعر الإيطالي دانتي أليغييري في القرن الرابع عشر، وتعتبر من أهم الأعمال الأدبية في الأدب الإيطالي والعالمي.

ملخص الكتاب:

تدور أحداث القصيدة حول رحلة خيالية يقوم بها دانتي نفسه عبر ثلاثة عوالم في الآخرة حسب التصور المسيحي في العصور الوسطى:

• الجحيم (Inferno): يصف دانتي نزوله إلى الجحيم، وهو مكان مقسم إلى تسع دوائر تحوي أنواعًا مختلفة من الخطاة وعقوباتهم الأبدية. يقوده في هذه المرحلة الشاعر الروماني القديم فيرجيل.
• المطهر (Purgatorio): بعد الخروج من الجحيم، يصعد دانتي وفيرجيل جبل المطهر، وهو مكان يتطهر فيه التائبون من خطاياهم استعدادًا لدخول الجنة. يتكون المطهر من سبع شرفات تمثل الخطايا السبع المميتة.
• الفردوس (Paradiso): في المرحلة الأخيرة، يرتقي دانتي إلى الفردوس، وهو يمثل السماوات التسع التي تسكنها الكائنات المباركة والملائكة، وصولًا إلى الإمبراطورية السماوية حيث يقابل الله. تحل محله فيرجيل في هذه المرحلة حبيبته الراحلة بياتريس.

أهمية الكتاب:

• عمل أدبي رائد: تعتبر “الكوميديا الإلهية” من أوائل الأعمال الأدبية الكبرى التي كتبت باللغة الإيطالية العامية (التوسكانية) بدلًا من اللاتينية، مما ساهم في تطوير اللغة الإيطالية وتوحيدها.
• تصوير للعصور الوسطى: يقدم الكتاب صورة حية ومعقدة للعقائد الدينية والفلسفية والأخلاقية والسياسية في عصر دانتي.
• رمزية عميقة: تزخر القصيدة بالرموز والاستعارات التي تعكس مفاهيم دينية وفلسفية، بالإضافة إلى إشارات إلى شخصيات وأحداث تاريخية ومعاصرة لدانتي.
• تأثير واسع: كان للكوميديا الإلهية تأثير هائل على الأدب والفن والفكر الغربي، ولا تزال تدرس وتحلل حتى اليوم.

لماذا سميت “كوميديا”؟

في عصر دانتي، كان يُطلق مصطلح “كوميديا” على الأعمال الأدبية التي تبدأ بمأساة أو صعوبة وتنتهي بنهاية سعيدة، وتكون مكتوبة بلغة أقل رسمية من “التراجيديا”. على الرغم من أن رحلة دانتي تبدأ في الجحيم المظلم، إلا أنها تنتهي بالوصول إلى الفردوس ونيل الخلاص، لذا أطلق عليها دانتي اسم “كوميديا”. أما صفة “الإلهية” فقد أضيفت لاحقًا من قبل الأجيال اللاحقة تقديرًا لعظمة العمل ومحتواه الروحي.

باختصار، “الكوميديا الإلهية” هي عمل أدبي بالغ الأهمية يجمع بين الشعر والفلسفة واللاهوت والتاريخ، ويقدم رحلة روحية عميقة عبر عوالم الآخرة، مما يجعله تحفة فنية فريدة من نوعها.

.