لمحة عن الكتاب

بينما أرقد محتضرة: تحفة فوكنر القوطية الجنوبية

رواية “بينما أرقد محتضرة” هي واحدة من أبرز أعمال الكاتب الأمريكي ويليام فوكنر، والتي تصنف ضمن الأدب القوطي الجنوبي. تتميز هذه الرواية بطابعها القاتم والمشحون بالتوترات النفسية والاجتماعية، حيث ترسم صورة قوية للمجتمع الريفي في الجنوب الأمريكي خلال فترة ما بعد الحرب الأهلية.

قصة الرواية:

تدور أحداث الرواية حول عائلة بوندرين الفقيرة والمأزومة، والتي تسكن في مزرعة متداعية في ولاية مسيسيبي. تتمركز القصة حول رحلة عائلية شاقة لنقل جثة الأم المتوفاة إلى مقبرة بعيدة، وهي رحلة تكشف عن الصراعات الداخلية والخارجية التي تعاني منها العائلة. كل شخصية من شخصيات الرواية تحمل في داخلها أوجاعًا وأحلامًا دفينة، وتكافح من أجل البقاء في عالم قاسٍ وغير متسامح.

أبرز سمات الرواية:

• الأسلوب السردي: يتميز أسلوب فوكنر في هذه الرواية بالتعقيد والعمق، حيث يستخدم تقنيات سردية مبتكرة مثل تعدد وجهات النظر وتدفق الوعي، مما يساهم في خلق جو من الغموض والتشويق.
• الشخصيات: الشخصيات في الرواية معقدة ومتناقضة، وتتميز بعمق نفسي كبير. فوكنر يرسم صورًا واقعية ومؤثرة للشخصيات، مما يجعلها تبدو وكأنها أشخاص حقيقيون يعيشون وتتنفس.
• الرمزية: تتضمن الرواية العديد من الرموز التي تعكس حالة المجتمع الجنوبي وتاريخه المضطرب. فالمزرعة المتداعية، على سبيل المثال، ترمز إلى تدهور القيم الاجتماعية وتفكك الأسرة.
• الجوانب النفسية: يغوص فوكنر في أعماق نفوس شخصياته، ويكشف عن الصراعات الداخلية والخارجية التي يعانون منها. فهو يهتم بدراسة تأثير الماضي على الحاضر، وكيف تؤثر الصدمات النفسية على سلوك الأفراد.

أهمية الرواية:

تعتبر رواية “بينما أرقد محتضرة” واحدة من أهم الأعمال الأدبية في القرن العشرين، وهي تحفة فنية تعكس عبقرية فوكنر ككاتب. وقد حظيت الرواية بإشادة النقاد والجمهور على حد سواء، وحصل فوكنر على جائزة نوبل في الأدب عام 1949 تقديراً لإسهاماته الأدبية.

ملاحظات:

• العنوان: عنوان الرواية مستوحى من ملحمة الأوديسة لهوميروس، وهو يعكس حالة اليأس والإحباط التي تشعر بها الشخصيات.
• التأثير: أثرت الرواية بشكل كبير على الأدب الأمريكي، وخاصة على كتاب الجنوب الجدد.